رحلـت ابنتــي فظلمـتُ زوجـهااكتب اليك والالم يعتصر قلبي ولا استطيع ان ابوح لاي انسان بمكنون نفسي، لكن ثقتي بك ليس لها حدود لذلك لجأت اليك كي تملي عليّ ما افعل، فقد اغلقت اذني عن كل من حولي، ورفضت نصائح المقربين لان السواد يملأ قلبي. لذلك تجرأت يا سيدتي وامسكت بالقلم حتى اغتسل من خطئي من خلال رسالتي لك، فقد اجد لديك ما لا استطيع سماعه سواء من عقلي او من المحيطين بي.
اولا اعرفك بنفسي.. انا زوجة في الثالثة والستين من عمري، ام لخمسة اولاد: ابنتين وثلاثة اولاد. واحمد الله انهم انهوا دراستهم الجامعية وتزوجوا جميعا.. اثنان من اولادي الشباب يقيمان معي، ويعيش ابني الثالث والبنتان بعيدا عني.
منذ سنة يا سيدتي تعرضت لصدمة قوية هزت كياني وزلزلت استقراري وهدوء اسرتي.. فقد فقدت ابنتي الكبرى في حادث سيارة اليم وهي في ريعان الشباب.. شابة جميلة لم تكمل عامها الثلاثين.. زوجة وام لثلاثة اولاد، اكبرهم في السابعة واصغرهم لم تكمل عامها الثاني.
بعد وفاة ابنتي شعرت بان العالم سوف يختفي من حولي، فكيف تسير الحياة وابنتي قد رحلت عن الدنيا؟ لا يمكنني ان اتصور ذلك.. ولماذا ابنتي انا بالذات؟
من كان يطلب مني وقتها الصبر والرضا بقضاء الله كنت اتهمه بعدم الاحساس.. فلو كانت ابنته هي التي رحلت لما قال ذلك. صدقيني يا سيدتي كنت في بعض الاوقات اتمنى بيني وبين نفسي ان تموت بنات لكل من يتكلم معي بهذا الشكل حتى يشعر باحاسيسي المرة ولا يلومني.. هكذا كان السواد يملأ قلبي يا سيدتي.. افتقد للايمان والصبر على البلاء.
ومازاد سواد قلبي وآلامي زواج زوج ابنتي الراحلة بعد اقل من سنة على وفاتها، ليجمع شمل اولاده تحت جناح ام بديلة تستطيع رعايتهم والاعتناء بهم.
حاولت طويلا يا سيدتي ان لا يتم هذا الزواج.. عملت على الاساءة لزوج ابنتي، بل قمت بالتشنيع عليه وعلى زوجته الجديدة.. اشعلت حربا باردة بيني وبينهما لافساد زواجهما، بل قاطعت كل من يتقرب اليهما، وصممت على ان من يؤيد زواجهما او يزورهما هو بالتأكيد عدوي اللدود.
حتى احفادي، اولاد ابنتي الراحلة، ابتعدت عنهم ولم اعد اطيق رؤيتهم لموقفهم المؤازر لابيهم وزوجته، لانهم احسوا فيها الام التي يفتقدونها، وللحقيقة كانت شديدة الحنان عليهم.. ترعاهم كما لو كانوا بالفعل اولادها وهذا ما اثار غيظي وحنقي عليهم وعلى كل من يدافع عنهم او يتهمني بالانانية. رفضت ان يهنأ زوج ابنتي الراحلة واولاده بالاستقرار والاسرة والزوجة الصالحة والحياة الطبيعية.
كنت احارب نفسي تارة واقرر ان اتركهما وان اكف عن ايذائهما.. وتارة اخرى حين يغيب ضميري اقول لن اتركهما وسوف افرق بينهما.. وللاسف يا سيدتي نجحت في التفريق بين زوج ابنتي الراحلة وزوجته الجديد، وعاد لي حب احفادي، ولو انني اعلم انهم على اتصال بمطلقة والدهم بل يحبونها حبا شديدا ويفتقدونها.
صغيرتي الكبرى بكت كثيرا وهي تصف حالة والدها ووحدته واكتئابه بل رجتني ان احاول الصلح بينه وبين زوجته.. حتى اقاربي ومعارفي واصدقاء العائلة حاولوا معي مرارا وتكرارا حتى اصلح بين زوج ابنتي الراحلة ومطلقته من اجل مصلحة احفادي، فكنت يا سيدتي ارفض كل تلك المحاولات.. واصم اذنيّ عن نصائحهم.
لكن اخيرا يا سيدتي بدأت اشعر بانني بالفعل مخطئة لكن تصرفاتي تلك هي تصرفات ام مكلومة فقدت ابنتها الشابة، ولا تستطيع ان ترى زوج ابنتها الراحلة ينعم بالسعادة في احضان زوجة اخرى.. ضميري بدأ يتغلب على سواد قلبي فقد تجاوزت الستين بسنوات واخشى ملاقاة رب كريم واخشى عقابه عما فعلت، فماذا افعل لاصلح ما افسدته خاصة ان مطلقة زوج ابنتي الراحلة تقدم لها رجل صالح؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حل المشكلة
انت بالفعل يا سيدتي في حاجة الى اصلاح ما افسدته واعادة تلك السيدة الرائعة الى زوجها واحفادك.. فقد كان الله رحيما بهم عندما وهبهم تلك الام البديلة، لكنك للاسف لم تري تلك النعمة فاستسلمت لانانية الام الحزينة على ابنتها. وهذا كان بداية الخطأ فمهما حدث ومهما كانت تلك الزوجة الرائعة رحيمة باحفادك لن تنسيهم ابدا امهم.
اعلمي يا سيدتي ان الحياة لابد ان تدور عجلتها ولا تتوقف عن المصائب والكوارث. انا اقدر حزنك يا سيدتي على ابنتك فهو ابتلاء صعب لكن عليك تقبل امر الله راضية صابرة، وعليك ان تؤمني بان من حق زوج ابنتك الراحلة ان يجد من تشاركه رحلة تربية اولاده الثلاثة وايضا هو في اشد الحاجة الى زوجة ترعى شؤونه.. وبما ان تلك المرأة نجحت في اكتساب حب احفادك الايتام الذين حرموا من حنان الام فعليك ان تذهبي اليها وتطلبي منها ان تعود اليهم ولا تترك الفرصة التي اتاحها لها الله سبحانه وتعالى بتربية ايتام.. وحاولي ان تصلحي الصورة التي قمت بتشويهها عند الاهل والاصدقاء.
هذه هي السعادة الحقيقية يا سيدتي لك ولاحفادك وزوج ابنتك الراحلة، بل ستكون ابنتك الراحلة سعيدة لاستقرار اولادها وزوجها في الدنيh
السبت يونيو 16, 2012 12:12 am
